مفهوم التعلم الحركي وخصائصه
ان الطبيعة الخاصة بمفهوم التعلم الحركي كما نفهمها هي تعلم الحركات بصورة عامة وتشتمل على حركات الإنسان كافة بما فيها حركات العمل والرياضة. وقد أخذت طبيعة حركات العمل منذ الخليقة مفهومها من الحياة التي عاشها الإنسان، وتطورت حركاته مع تطور حياته فأخذت صورا وأشكالا متعددة ومتغيرة بين الحين والأخر، وأول شيء سجله العلماء في هذا المجال هو اكتشاف اللغة التي أسهمت في التعبير عن الأشياء لدى الإنسان وربطها المدلولات الصورية بالرموز اللفظية التي أسهمت في نقلة نوعية لحفظ الحركات ونقل الخبرات الى الآخرين والبدء من نقطة النهاية لما يصله أفراد الجنس الواحد. وساعدت الاكتشافات والاختراعات بشتى مجالاتها من تغيير في جوهر حركات الإنسان ولاسيما فيما يتعلق بطبيعة حركته وعلى مستوى نواحي حياته المختلفة وفي الأصعدة كافة. وبنظرة سريعة وحتى لا نطيل في فلسفة الموضوع، نرى ان التغيرات الكثيرة في نواحي الحياة أفرزت حالة جديدة تتطلب الاهتمام بالصحة العامة من خلال إدخال بعض الإجراءات، اذ طرأت حالة من الوعي الفردي او الجماعي (المؤسسات التربوية) من اجل مواكبة التغيرات في حياة الإنسان وبما يتلاءم وطبيعة المرحلة التي يمر بها، وهذا ما ظهر بشكل جلي في المدارس والمؤسسات التربوية وغيرها، فبرزت بصورة مناهج تعويضية للبناء الحركي وبما ينسجم مع توجهات الدول الحديثة في تربية مجتمعاتها، وتبنت افضل التوجهات الطفل في المدرسة وبدأت تطور من برامجها المدرسية بغية المساهمة في إبراز المعالم الواضحة للجيل الجديد، وهكذا استطاعت وبفترة وجيزة مواكبة ما يجري على ساحة التطورات التقنية والعلمية، ولعل ابرز مثال ما وصلت إليه الرياضة التنافسية من مستويات حركية رائعة تكاد تصل الى حالة الإعجاز في بعض مجالاتها. ويمكن ان نفهم تحت مصطلح التعلم انه نشاط خاص لتملك وتكامل المعرفة (عملية التعلم) وبسبب كون المعلومات أساس التعلم وتؤدي إلى تعلم المهارات والمعرفة. اذ ان التعلم الحركي يعني اكتساب وتحسين المهارات الحركية وانها تكمن في مجمل التطور للشخصية الإنسانية وتتكامل بربطها باكتساب المعلومات وبتطوير التوافق واللياقة البدنية واكتساب صفات التصرف. والتعلم عملية معقدة وتفرق حياة الفرد بأكملها وتشمل أنواعا مختلفة من النشاط والخبرات متعددة بتعدد مواقف الحياة، لذلك كان من الصعب ان نضع لها تعريفا جامعاً شاملاً يتفق عليه علماء النفس جميعهم اتفاقاً تاما. فهو كل ما يسعى اليه الفرد من تحصيل معلومات وما يكتسبه من اتجاهات وعادات مختلفة ومهارات بمختلف أنواعها. عقلية او حركية او وجدانية او خلقية سواء كان هذا الاكتساب شعوريا او لا شعوريا. اما التعلم الحركي فهو سلسلة من المتغيرات تحدث خلال خبرة مكتسبة لتعديل سلوك الإنسان وهو عملية تكيف الاستجابات لتناسب المواقف المختلفة التي تعبر عن خبراته وتلائمه مع المحيط. وهو عملية اكتساب وتطوير وتثبيت المهارات الحركية كذلك القدرة على استخدامها والاحتفاظ بها، بحيث ترتبط العملية التعليمية ببناء وتطوير الشخصية، كذلك اكتساب المعارف المختلفة عن الحركة وتحسين القدرات التوافقية والبدنيــة. ومن خلالها يستطيع المتعلم تكوين قابليات حركية جديدة أو تبديل قابلياته الحركية عن طريق الممارسة والتجربة. وبهذا يعد بأنه النمو بالقدرة على الأداء الحركي وهو مجموعة من العمليات المرتبطة بالتدريب والخبرة والذي يقود إلى تغيرات في قابليات الفرد على الأداء المهاري.
ويعد التعلم الحركي احد فروع العملية التعليمية العامة والتي تميز حياة الكائن الحي منذ ولادته وحتى وفاته، حيث لايخلو النشاط البشري بمختلف انواعه من التعلم والتعلم الحركي، وتتفق عملية التعلم الحركي مع التدريب الرياضي في عملية انتقال المعلومات من المدرب او المدرس الى اللاعب او التلميذ، كذلك في التغيرات التي تحدث في السلوك الحركي والناتجة من العملية التعليمية والتي تهدف الى إكساب الفرد المتعلم أو اللاعب صفات بدنية او قدرات حركية مهارية.
ويمكن ان نورد بعض التعاريف في مجال التعلم الحركي ومنهم:
- التعلم الحركي هو: النمو بالقدرات على الأداء الحركي وهو مجموعة من العمليات المرتبطة بالتدريب والخبرة والذي يقود الى تغيرات ثابتة نسبيا في قابلية الفرد على الأداء المهاري.
- التعلم الحركي هو اكتساب وتحسين وتثبيت واستعمال المهارات الحركية او هو تطور وتطبع وتكامل التصرفات والأشكال الحركية.
- التعلم الحركي عبارة عن عملية الحصول على المعلومات الأولية للحركة والتجارب الأولية للأداء وتحسينها ثم تثبيتها وتعتبر هذه العملية جزء من عملية التطور العام للشخصية.
- التعلم الحركي هو عملية التغير في السلوك الحركي للفرد والتي تنتج اساسا من خلال ممارسة فعلية للأداء ولاتكون ناتجة من عمليات مؤقتة كالتعب او النضج او تعاطي المنشطات وغير ذلك من العوامل التي تؤثر وقتيا في السلوك الحركي.
ويرى بعض المختصين في مجال التعلم الحركي ان هناك علاقة قوية بين كل من التعلم والنضج، ويقصد بالنضج هنا عملية ظهور قدرات معينة لدى الفرد دون اي اثر للعملية التعليمية او التدريبية وهو عملية نمو داخلي متتابع تحدث تلقائيا وبصورة لاارادية نتيجة قيام الفرد المتعلم بنشاط ما، ويرجع الى عوامل خارجية تؤثر في سلوك الفرد وتؤدي الى حدوث استجابات جديدة تميز الفرد المتعلم عن غيره. وبالرغم من تلك الاختلافات الا انه توجد علاقة وثيقة بين التعلم والنضج حيث يرتبط كل منهما بالآخر بدرجة وثيقة، فيعتمد التعلم على النضج كما ان النضج يتحكم في سلوك الفرد وامكانية قيامه بنشاط معين من عدمه.
المعنى والتعريف
عرف التعلم الحركي على انه التغيير الثابت نسبيا في الأداء نتيجة الخبرة والممارسة والذي يتم بفعل متغيرات مستقلة ذات تأثيرات دائمة نسبيا وقد تسمى تلك المتغيرات بمتغيرات التعلم learning variable بينما عرف الأداء على انه حركة او نشاط مؤثر، وقد لا يكون دائميا او ثابتا فيما تتضمنه حركة الفرد، ويحدث بفعل متغيرات مستقلة قد تكون ظرفية او شخصية ذات تأثيرات قد تزول بزوال المتغير او بانعدامه او انعدام تأثيره وتسمى تلك المتغيرات بمتغيرات الأداء (Performance variable) .
أهداف دراسة التعلم الحركي
- فهم أبعاد السلوك الحركي .
- تفسير هذا السلوك اعتمادا على الخبرات .
- توقع السلوك اعتمادا على ما سبق .
تهتم دراسة التعلم الحركي
- تعلم المهارات الحركية.
- التحكم بالمهارات الحركية (التحكم الحركي).
- الأداء الحركي.