الموهبة الرياضية
عوامل التفوق وظهور الموهبة الرياضية
أولاً: العوامل الشخصية أو الفردية منها (الوراثة):
توجد عوامل وراثية معينة تؤثر في النمو العقلي للفرد، فالطفلان اللذان يعيشان في نفس البيئة “المادية” ويستخدمان هذه البيئة بطرق وأساليب مختلفة، ترى أحداهما ينظم قدراته وخبراته ويربط بينهما بينما الآخر لا يستطيع فعل ذلك ربما يرجع هذا لضآلة قدراته وتفكيره إلى حد ما، وهذا يؤكد مدى الاختلاف في الجوانب الوراثية بين الأفراد حتى في العائلة الواحدة، وتفسيراً لذلك نشير بأن العوامل الفردية الشخصية وتشمل الجوانب الوراثية وأجهزة الجسم ونوعية الجنس البشري الذي ينتمي إلية الفرد الموهوب من الأمور الهامة والأساسية، ويشير عبد السلام عبد الغفار بأن ما يرثه الفرد هو تلك الوظيفة وأن هذه الوظيفة هي القدرة على انتقاء الخبرات من البيئة والربط بينها، وتنظيم علاقة الفرد وبيئته، ولذلك يجد الذكاء نفسه داخل شبكة من العلاقات بين الكائن الحي وبيئته، ولذلك يجد الذكاء نفسه داخل شبكة من العلاقات بين الكائن الحي وبيئته، والذكاء على هذا النحو يسهم في النمو الجسمي للطفل، حيث تتعدل سلوكياته من خلال الخبرات التي يكتسبها والتي ينتقيها ذكاءه، ويجعلها ممكنه بالنسبة له، والشواهد التي تؤكد دور العوامل الوراثية في المواهب كثيرة ومتعددة، لذا نرى أن الطفل الموهوب هو الذي حظي بنعمة الجمع بين وراثة غير عادية وبيئة مواتية، مما يمكنه ذلك من تحقيق نمو مستمر في مواهبه وإبداعاته. وتوجد عوامل شخصية أخرى سوف نوضحها في حينه بإذن الله تعالى.
ثانياً: العوامل البيئية:
وتشمل على البيئة البيولوجية التي تكون فيها الطفل حينما كان جنيناً في بطن أمه حتى كبر ونمت أعضاء جسمه إلى أن تتلقفه البيئة الجغرافية التي يعيش فيها سواء كانت صحراوية أو ريفية أو حضرية أو ساحلية ثم بعد ذلك يتعايش مع البيئة هنا مهم من جميع الوجوه حيث يبين مسارات حياة الطفل وكيف يمكن استغلال هذه البيئة لتؤثر إيجابياً في نمو الذكاء وتوجيه مواهبه، ولقد أكدت الدراسات والأبحاث العلمية أن الأطفال الذين وجدوا في بيئة حرة طليقة غير مقيدة، استطاعوا أن يتعلموا في سن مبكرة بدرجة أكبر من أقرانهم الذين وجدوا في بيئات منغلقة وغير متحضرة، لذا نرى أن البيئة لها دورها الكبير والمتميز في توجيه قدرات الأطفال وتوجيه تفوقهم العقلي بما يفيد، وما يمكنهم من إظهار إبداعاتهم في أنشطة وسلوكيات مفيدة تخدم المجتمع.
ثالثاً: العوامل الاجتماعية:
لا يستطيع من تناول العوامل البيئية المؤثرة في التفوق العقلي أن يغفل الحديث عن دور العوامل الاجتماعية للطفل في تحقيق هذا التفوق، وإظهار مواهبه، هذه العوامل تشمل على بيئات عديدة مثل الأسرة والمدرسة، ودور العبادة، ووسائل الإعلام، وشلة الأصدقاء وكل ذلك دخل محيط البيئة الجغرافية التي ينتمي إليها سواء كانت صحراوية أو جبلية أو ساحلية أو ريفية أو حضارية، ويرى كروكشانك Krokchank أن خصائص المتفوقين عقلياً أو الموهوبين كما يطلق عليهم، تنقسم إلى نوعين هما:-
- الخصائص الإيجابية:
يتمتع الأطفال الموهوبين معظمهم بالصحة الجسمية والقوة والتوافق الاجتماعي الجيد، والذكاء العالي، ويتميزون بروح الصداقة، وسرعة الفهم واليقظة ودائماً يميلون لأن يكونوا:-
- محبين للإطلاع على كل ما هو جديد بعمق واتساع.
- يبدون اهتماماً بالأفكار البناءة ويعتمدون في ذلك على القواميس العلمية ودوائر المعرفة.
- يتمتعون بالقراءة، وتكون قراءاتهم وإطلاعهم على مستوى عال من الفهم.
- يتسم تفكيرهم بالأصالة الفكرية والتعبير الأصيل.
- يحتفظون بذاكرة قوية، تساعدهم في حل كثير من المشاكل التي تواجههم.
- يميل الأطفال الموهوبين إلى مخالطة الكبار والتمتع بالاستمتاع إليهم والاستفادة من خبراتهم.
- لديهم الرغبة القوية في التفوق على الآخرين.
- ينفذون التعليمات المحددة دون تقصير.
- لديهم القدرة على التعميم، والأداء بنشاط وبكفاءة عالية.
- الخصائص السلبية:
- غير مستقرين دائماً، يحدثون اضطرابا ًلزملائهم الأطفال العاديين.
- بعضهم مهمل في الواجبات المدرسية وغير مهتمين بها على أساس أنها أعمال روتينية.
- قد يوجهون بصراحة النقد لزملائهم ولأنفسهم بطريق لاذعة.
خصائص الموهوبين:
- الخصائص الجسمية والحركية:
أثبتت دراسة تيرمان التتبعية للأطفال المتفوقين، أن التكوين الجسمي والحالة الصحية العامة، ومعدل النمو العضلي لدى الأطفال الموهوبين أفضل من غيرهم العاديين، وتؤكد الاختبارات الخاصة بالجانب المورفولوجي واللياقة البدنية بأن الموهوب يتفوق على أقرانه من الأطفال العاديين في نتائج هذه الاختبارات.
وقد أكدت الدراسات البحثية في هذا المجال بأن الطفل الموهوب يتميز بالصحة الجسمية والعقلية والتوافق العضلي، والقوة والمهارة، وفي بعض الأحيان عندما ينهمك هؤلاء الأطفال المتفوقين عقلياً في أعمال عقلية قد يسبب ذلك زيادة في أوزانهم وضعف في حركاتهم، ويؤكد هولينجوورث بأن الموهوبين يتفوقون في الوزن والطول وفي الطاقة الحركية والتوافق العضلي العصبي وهم أسرع من الأطفال العاديين في العمال والأنشطة التي تحتاج إلى اللياقة البدنية والمهارات الحركية.
- الخصائص العقلية والمعرفية:
يشير نبيل حافظ أن تيرمان في دراسته الطويلة على مدى 35عاماً، وجد أن النمو اللغوي لدى المتفوقين يكون أفضل في حالة مقارنتهم بالعاديين، أن قدراتهم على القراءة السليمة أعلى وأفضل، كما أنهم يتميزون باختيار الألفاظ الملائمة والقدرة على المحادثة الذكية، وكذلك القدرة على التركيز ودقة الملاحظة، والقدرة على التفكير المنظم، وارتفاع مستوى التحصيل لديهم.
ويضيف ثورنديك، أن تحصيل الموهوبين مرتفع داخل المدرسة وخارجها، كما أثبتت الدراسات تمتعهم يقدر كبير من الطلاقة اللفظية والفكرية، والمرونة التلقائية، ويضيفون بالقدرة على سرعة الانتباه والتبصير بمواطن الأمور.
- الخصائص الانفعالية:
الموهوبين يتميزون عن أقرانهم من العاديين بالاعتماد على النفس، والاكتفاء الذاتي، والخلو من الأمراض العصبية، وأنهم يتميزون بالثبات الانفعالي والثقة بالنفس والمثابرة، وروح الفكاهة، والتفاؤل والقيادة، وأنهم بذلك أفضل في القدرة على ضبط النفس، والتعاون والانتماء وتحمل المسئولية وعدم الانطواء، وأن من الدوافع المتاحة لديهم الاستكشاف، والاستطلاع، والتعلم والتقصي، وتوجيه الأسئلة بحنكة وطلب الإجابة عنها، فضلاً عن تميزهم في الدافعية إلى الإنجاز، وتحقيق الذات وتحمل المسئولية والتصميم والمثابرة.
- الخصائص الاجتماعية:
الموهوبين والمتميزين عقلياً، قد يتساوون مع العاديين في بعض الجوانب الشخصية ولكنهم قد يتميزون بالقدرة العالية في الاعتماد على النفس والثقة بها والتعاون والتواصل بين الأفراد وتقديم الخدمات المعاونة وتكوين الصداقات الاجتماعية مع الآخرين.